تحدث قالا الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الميجر جنرال غيورا آيلاند، إن إسرائيل تواجه اليوم حربا مختلفة وغير مسبوقة عن تلك التي واجهتها في حرب 2014، حيث تدهور الوضع نتيجة لموقفها الإستراتيجي بعد عقد من الزمان مقابل تعزيز موقف إيران وحلفائها في المنطقة.
![]() |
وكالة الفيزا نيوز | تدهور الوضع الاستراتيجي لإسرائيل |
وتحدث في إطار تقييم نتيجة الوضع الحالي الذي يواجه الاسرائليين بعد عملية "طوفان الأقصي"، قال الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند في مقاله الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، إن الحرب في مدينه وقطاع غزة اليوم أصعب بكثير وأكثر جرحنا من معركة "العصف المأكول"، وأضاف أنه على الرغم من أن المنطقة والأطراف المتنازعة هي نفسها، فإنه لا يوجد تشابه تقريبا بين الحالتين، مشددا على أهمية فهم التغييرات الدراماتيكية التي حدثت خلال العقود الماضية والتي ستؤثر على العقود المقبله أيضا، وحتى 7 أكتوبر، كانت معركة "العصف المأكول" أطول معركة بين المقاومة الفلسطينية جيش فلسطين وقوات الاحتلال اسرائيل، حيث استمرت لمدة 51 يوما، وأسفرت عن استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وجرح أكثر من 8 آلاف ومقتل 68 جنديا إسرائيليا تطور الاوضاع الي الآن.
حلقة النار
وفي تجاهل واضح لحقيقة أن معركة "طوفان الأقصى" قد تم تصميمها فلسطينيا بمعزل عن مكونات المحور الإيراني في المنطقة، أشار آيلاند إلى أن نقطة التحول نحو تغيير المعادلة هي خطة "دائرة النار" حول إسرائيل التي وضعت القائد الإيراني كتيبة فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني من قبل حوالي عقد من الزمان، وبحسب آيلاند، هذه الخطة تشمل خمس أبعاد استرتيجية : خلق ما يصفه بتهديد لإسرائيل من المليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن، والعمل علي مساندة هذه المليشيات بأحدث الأسلحة الإيرانية بما في ذلك الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى والطائرات دون طيار والصواريخ المتقدمة المضادة للدبابات والطائرات في أي عملية أو صراع يخدم مصلحة ايران.
كما أضيف الي الخطة إنشاء قوة كوماندوز تضم آلاف المقاتلين المدربين المنتشرين بالقرب من الحدود الإسرائيلية في لبنان ومدنيه وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، وتقديم الدعم الإيراني الكامل، بما في ذلك الاستعداد للمشاركة مباشرة في المقاومة ضد إسرائيل، أما البعد الخامس فهو بناء قدرة إيران على التنسيق بين جميع القوى، لتحقيق رؤيتها لتدمير إسرائيل علي حد قولها، وزعم الجنرال المتقاعد أن إسرائيل تمكنت من التعرف على ماتريد فعله و الرؤية الإيرانية في عام 2023 في عهد رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يعقوب بانجو الملقب بحشيشة، الذي اعتبر أن "العصر الذهبي" الذي تمتعت فيه إسرائيل بقدرات صراع متفوقة قد انتهت واصبحت في خذي وعار.
ولكن توجة إلى أن إسرائيل لم تستعد لهذا الاستنتاج بالشكل الكامل، وأضاف "ما لم نفهمه عشية هجوم 7 أكتوبر، ويجب أن نفهمه ونستوعبه الآن، هو أن موقف إسرائيل الإستراتيجي قد تدهور وتعزز موقف إيران واصبحت ذات نفوذ، ويرجع ذلك جزئيا إلى العلاقة مع روسيا والصين"، وتابع "لقد نجح الإيرانيون في سد جزء كبير من الفجوة التكنولوجية التي كانت لدينا، وهو مستعد أيضا لجر إسرائيل إلى حرب استنزاف مستمرة في عدة ساحات مختلفة مما يساعدها في القضاء علي اسرائيل".
وقف الحرب في غزة
وانتقد آيلاند، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يستخدم مصطلح النصر الكامل، كما انتقد وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش الذي يحجب الأموال عن السلطة الفلسطينية ويدفع باتجاه انتفاضة شاملة في الضفة الغربية، وقال إن "القيادة الإسرائيلية ما زالت حتى اليوم، وبعد 9 أشهر من بدء الحرب، لا تفهم المزيج الخطير المتمثل في استمرار الحرب في غزة، واستمرار حرب الاستنزاف في الشمال (التي لن تتوقف طالما استمر القتال في غزة)"، وأضاف أن إسرائيل لم تفهم أيضا "تدهور الوضع الدولي لها، والتدهور الخطير في الوضع الاقتصادي، بالإضافة إلى تراجع العلاقات العسكرية الاجتماعية، والمتمثل بالخلاف حول قانون تجنيد الحريديم".
ودعا آيلاند إلى السعي لإنهاء الحرب في غزة، معتبرا أن ذلك شرط ضروري لتفادي التداعيات الأخرى. وأكد على الحاجة الملحة لصفقة الرهائن، مشيرا إلى أن عودتهم لن تؤثر على قدرة إسرائيل على استئناف القتال، وخلص الجنرال المتقاعد إلى القول "يجب أن نفهم أنه على عكس عملية الجرف الصامد، نحن لسنا في جولة أخرى ضد منظمة إرهابية، ولكن في صراع صعب وجوديا ضد الإمبراطورية الإيرانية التي نجحت جزئيا في خلق "حلقة النار" من حولنا"، وختم "لن نتمكن من التعامل مع هذا التهديد في العقد المقبل إذا واصلنا حرب الاستنزاف في الجنوب والشمال، وإذا استهلكنا الموارد الاقتصادية، وإذا لم نعرف كيف نعيد تأهيل جيش الدفاع الإسرائيلي ووضعنا الدولي والأزمة الداخلية".