على مدار العقود الماضية، كانت إسرائيل محط أنظار العالم بسبب سياساتها التي تتسم بالتوسع العدواني والنزاعات المستمرة مع جيرانها. لكن في السنوات الأخيرة، أصبح مستقبل إسرائيل محل تساؤلات عميقة، خاصة مع قيادة بنيامين نتنياهو، الذي يُعتبر من أكثر الشخصيات تأثيرًا في السياسة الإسرائيلية. نتنياهو، الذي يُلقب بـ"بيبي"، نتنياهو يُواجه انتقادات داخلية وخارجية بأنه يدفع بإسرائيل نحو هاوية قد تكون نهايتها أقرب مما يتصور البعض.
![]() |
وكالة الفيزا نيوز|بنيامين نتنياهو في خطر |
أزمة القيادة في إسرائيل نتنياهو يقود البلاد نحو المجهول
بنيامين نتنياهو هو أطول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل، ولكن فترة حكمه الطويلة جلبت معها سلسلة من الأزمات السياسية والاجتماعية. منذ توليه السلطة، تبنى نتنياهو سياسة تعتمد على تعزيز الانقسام الداخلي، مما أدى إلى شلل سياسي متكرر وصعوبة في تشكيل حكومات مستقرة. على الرغم من نجاحه في البقاء في السلطة لفترات طويلة، إلا أن هذا جاء على حساب وحدة المجتمع الإسرائيلي واستقراره.في السنوات الأخيرة، أصبحت الاتهامات الموجهة لنتنياهو بالفساد واستغلال النفوذ حديث الساعة. تُحاكَم إسرائيل لأول مرة وهي تشهد رئيس وزراء في السلطة يواجه قضايا فساد، مما زاد من التوترات داخل الدولة. ومع ذلك، لا يبدو أن نتنياهو مستعد للتنازل أو التخلي عن السلطة بسهولة.
التحديات الداخلية: انقسامات المجتمع الإسرائيلي
إسرائيل دولة متعددة الأعراق والأديان، ولكن هذه التعددية أصبحت مصدر توتر دائم بسبب السياسات العنصرية التي تتبعها الحكومة. يتزايد الانقسام بين اليهود الشرقيين والغربيين، وبين اليهود والعرب داخل إسرائيل، وكذلك بين المتدينين والعلمانيين.نتنياهو عمد إلى تعزيز هذا الانقسام من أجل تعزيز سلطته. ففي كل مرة تواجه حكومته أزمة، يلجأ إلى تأجيج المخاوف الأمنية والدينية لزيادة شعبيته بين مؤيديه المتطرفين. على سبيل المثال، زادت سياساته من الهوة بين الإسرائيليين من أصول شرقية (السفارديم) والغربيين (الأشكناز)، مما عمّق التوترات بين الطوائف المختلفة.
كما أن العرب الفلسطينيين داخل إسرائيل، الذين يمثلون حوالي 20% من السكان، يعانون من التهميش والتمييز المنهجي. سياسة نتنياهو المتشددة تجاههم زادت من الشعور بالظلم والإحباط بينهم، مما قد يؤدي إلى اندلاع احتجاجات أكبر في المستقبل.
سياسات نتنياهو الخارجية: عزلة متزايدة
على الساحة الدولية، تُواجه إسرائيل تحديات كبيرة. فبينما نجح نتنياهو في تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية، فإن هذه الخطوات لم تحل المشكلة الأساسية المتمثلة في القضية الفلسطينية. الدول التي وقّعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل مثل الإمارات والبحرين، ترى نفسها مضطرة للدفاع عن حقوق الفلسطينيين أمام شعوبها، وهو ما يُظهر أن السلام مع إسرائيل قد لا يكون دائمًا أو مستقرًا.من جهة أخرى، العلاقات مع الولايات المتحدة، الحليف الأهم لإسرائيل، أصبحت أكثر تعقيدًا. إدارة جو بايدن، التي تختلف في سياساتها عن إدارة دونالد ترامب، تُظهر بعض التحفظات تجاه سياسات نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية ومحاولاته تقويض استقلالية القضاء الإسرائيلي.
القضاء في إسرائيل: معركة مفتوحة
أحد أكثر القضايا إثارة للجدل في إسرائيل حاليًا هو محاولات نتنياهو لتقويض استقلالية القضاء. الحكومة بقيادته تسعى لتمرير قوانين تُضعف المحكمة العليا وتقلل من قدرتها على مراقبة الحكومة. هذا الأمر أدى إلى خروج مظاهرات حاشدة في إسرائيل، حيث يرى الكثيرون أن هذه التحركات تمثل خطرًا على الديمقراطية الإسرائيلية.نتنياهو يبرر هذه الخطوات بأنها ضرورية لتحقيق "إصلاح قضائي"، لكنه يواجه انتقادات واسعة من داخل إسرائيل وخارجها. إذا نجح في تمرير هذه التعديلات، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع ثقة الجمهور في النظام القانوني الإسرائيلي وزيادة الفوضى السياسية، في ظل قيادة نتنياهو، تزايدت التحديات الأمنية التي تُواجه إسرائيل. فالمقاومة الفلسطينية أصبحت أكثر تطورًا من الناحية العسكرية، بينما تشهد المنطقة تحولات استراتيجية تُهدد أمن إسرائيل. إيران، التي تُعتبر العدو الأول لإسرائيل، تستمر في تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال دعم حلفائها في لبنان وسوريا وغزة.
كما أن التطورات في الضفة الغربية وغزة تُظهر أن الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكًا بحقوقه. المقاومة الشعبية تتزايد، والاحتلال الإسرائيلي يواجه تحديات جديدة تجعل من الصعب السيطرة على الأراضي الفلسطينية دون تكاليف باهظة.
النهاية المحتملة: سيناريوهات مستقبلية
1. انهيار داخلي: إذا استمرت الانقسامات الداخلية وتزايدت الضغوط على النظام السياسي الإسرائيلي، فقد تشهد إسرائيل انهيارًا داخليًا يؤدي إلى فقدانها القدرة على إدارة شؤونها.2. تصعيد إقليمي: السياسات العدوانية تجاه الفلسطينيين ودول الجوار قد تؤدي إلى اندلاع صراع إقليمي كبير، خاصة إذا تصاعدت التوترات مع إيران وحلفائها.
3. عزلة دولية: إذا استمرت إسرائيل في تجاهل القرارات الدولية وانتهاك حقوق الفلسطينيين، فقد تجد نفسها في عزلة دولية متزايدة، مما سيؤثر على اقتصادها وأمنها.
4. ثورة داخلية: التوترات بين العرب واليهود، وبين المتدينين والعلمانيين، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى اندلاع ثورة داخلية تهدد بقاء إسرائيل كدولة موحدة.
إسرائيل على مفترق طرق
بنيامين نتنياهو هو تجسيد للأزمة التي تُواجه إسرائيل اليوم. سياساته تُظهر أن إسرائيل قد تكون أقرب إلى نهايتها مما يتصور الكثيرون. الانقسامات الداخلية، التحديات الأمنية، والعزلة الدولية تُشير إلى أن إسرائيل تسير في طريق محفوف بالمخاطر. إذا لم تتغير هذه السياسات، فقد تشهد المنطقة في السنوات القادمة تغييرات جذرية تُعيد تشكيل خريطتها السياسية.