المستقبل بين السلام والحرب _ وكانة عيش بيننا _ من أروع حلقات الدكتور مصطفى محمود رحمه الله

المستقبل بين السلام والحرب _ وكانة عيش بيننا _ من أروع حلقات الدكتور مصطفى محمود رحمه الله

وكالة الفيزا نيوز|المستقبل بين السلام والحرب _ وكانة عيش بيننا _ من أروع حلقات الدكتور مصطفى محمود رحمه الله

في يوم من الأيام، قعد الدكتور مصطفى محمود، الله يرحمه، قدّام الكاميرا في برنامجه العظيم "العلم والإيمان"، وبصّ كده بنظرة فيها وجع وفيها حكمة، وقال كلمتين لسه بيرِنّوا في ودن اللي سمعوه:
"المستقبل... يا إما نعيشه في سلام، يا إما ننتهي كلنا في حرب."

الكلام بسيط، بس لما تسمعه منه، تحس إنك مش قدّام مجرد عالم أو مفكر، لكن قدّام واحد شايف اللي جاى، وحاسس باللي جواك، وبيفكر في بكرة أكتر مننا كلنا.
كأن مصطفى محمود، في الحلقة دي، كان قاعد وسطنا النهاردة... في عزّ الصراعات، والضغوط، والقلق اللي مبيخلصش.

مصطفى محمود مش مجرد إعلامي

الراجل ده مكانش بيقول كلامه علشان يتقال وخلاص، ولا بيحب يسوّق نفسه، ولا كان بيحاول يبهر الناس بفلسفة أو تنظير.
كان بيكلمنا وكأنه واحد مننا، بس سبقنا بخطوة... أو بعمر كامل.

في الحلقة اللي بنتكلم عنها، "المستقبل بين السلام والحرب"، خدنا الدكتور مصطفى محمود في رحلة، لا في الماضي ولا في الحاضر، لكن في اللى جاي.
رحلة فيها خوف، وفيها أمل... فيها نار، وفيها نور.

بداية الحلقة سؤال بسيط بس مرعب

بدأ الحلقة وهو بيقول:

"هل يا ترى الإنسان هيفضل يستعمل عقله في الخير؟
ولا هيفضل يحوّله لأدوات دمار؟
هل التكنولوجيا هتنقذ البشرية؟
ولا هتكون السبب في فنائها؟"

سؤال بسيط... لكن فيه كل الحكاية.
الإنسان اللي اخترع الكهرباء، هو نفسه اللي اخترع القنبلة.
اللي صنع الدوا، هو نفسه اللي صنع الغاز السام.
اللي حط رجله على القمر، هو نفسه اللي رمى قنابل على ناس نايمين.

وده خلاه يسأل:
"هو الإنسان بيمشي لقدّام؟ ولا بيرجع ورا بس وهو متخيل إنه بيتقدم؟"

السلام الحقيقي مش في الكلام

مصطفى محمود قالها بصوت هادي وواضح:

"السلام مش حبر على ورق.
السلام مش كلمة في الأمم المتحدة.
السلام الحقيقي بيبدأ من جوّه الإنسان."

يعني لو قلبك مليان كره، عمرك ما هتقدر تعيش في سلام.
ولو عقلك بيفكر في التدمير، عمرك ما هتعرف تبني.

قال كمان إن العالم بيحاول يضحك على نفسه، يتكلم عن السلام وهو بيصنّع صواريخ.
ينادي بحقوق الإنسان، وهو بيجرب أسلحة على بشر في أفريقيا وآسيا.

وكأنه بيكلمنا عن اللي حاصل دلوقتي بالضبط…
عن الحرب اللي كل شوية تطلع من دولة، وعن اللاجئين اللي بقوا ملايين، عن الأطفال اللي بيكبروا على صوت القنابل، مش على صوت الأم.

بين العلم والجنون

من أكتر اللحظات المؤثرة في الحلقة لما قال:

"العلم، سلاح في إيدك.
تستخدمه تنقذ بيه ناس، أو تقتل بيه شعوب."

قعد يشرح إن التقدم مش وحش، بس المشكلة في النية.
وقال إن العقل البشري بقى قوي لدرجة مرعبة، بس القلب؟ لسه ضعيف، لسه أناني، لسه مش ناضج.

إزاي يكون عندنا تكنولوجيا بتخلّي الإنسان يزرع قلب صناعي، وفي نفس الوقت، عندنا مخازن فيها قنابل نووية تكفي تمسح الكوكب؟
هو ده السؤال اللي خلى الدكتور مصطفى محمود يقول:
"يا عالم، فوق! العقل لازم يخدم الروح، مش يدمّرها."

كأن الحلقة اتسجلت امبارح

الغريب إن الحلقة دي اتعرضت من سنين، يمكن من التمانينات،
لكن تحس إنها اتسجلت امبارح.
اتكلم فيها عن:

  • الحروب اللي مالهاش معنى.

  • الدول اللي بتتصارع على مصالح فوق جثث الغلابة.

  • الرأسمالية المتوحشة اللي بتحوّل الإنسان لرقم.

  • الناس اللي بقت بتجري ورا الفلوس وتنسى الإنسانية.

وقال جملة بتهز القلب:

"اللي ما اتعلّمش من الحروب اللي فاتت، هيعيش حروب تانية، أقسى وأبشع."

كأنه شايف اللي بيحصل في غزة، في سوريا، في أوكرانيا، في السودان، في كل مكان،
وكأنه شايف الغلاء اللي قاتل الناس، والانهيار الأخلاقي اللي بقى طبيعي.

الأمل رغم كل السواد

بس على قد ما كان حزين، على قد ما كان فيه بصيص نور في كلامه.
قال:

"الأمل مش رفاهية.
الأمل هو المقاومة.
الأمل هو إنك تصحى كل يوم، وتقرر تكون إنسان."

قال إن لسه فيه فرصة، طالما لسه فيه ضمير.
طالما فيه أم بتعلم ولادها الخير، وفيه شاب بيرفض الكذب، وفيه واحدة بتقول لأ للظلم.
كل لحظة خير هي نقطة نور بتزيِّن مستقبل كان ممكن يبقى عتمة كاملة.

رسالة الدكتور مصطفى محمود للي جاي

في آخر الحلقة، كانت الرسالة واضحة جدًا:
"لو الإنسان ما رجعش لروحه، هيضيع."

مش لازم نرجع لورا، لكن لازم نرجع لإنسانيتنا.
لازم نرجع نفكر ليه إحنا موجودين؟
نعيش ليه؟ نشتغل ليه؟ نحب ليه؟ نضحك ليه؟
ولا كل ده مجرد أدوات علشان نجري ورا وهم اسمه "نجاح" وإحنا بنهدم الكوكب حوالينا؟

والنهارده… هل فعلاً اتغيرنا؟

بص على حواليك، وشوف الدنيا ماشية إزاي:

  • العالم كله بيتسلّح أكتر ما بيتعالج.

  • التقدم العلمي سابق، لكن القيم متأخرة.

  • فيه دول بتصنع روبوتات، وفي نفس الوقت، بتسيب أطفالها يناموا من غير أكل.

الدكتور مصطفى محمود حذّرنا من ده، وقال:

"مش كل تقدم اسمه تحضّر، ومش كل تطور معناه إننا بقينا أحسن."

ختامًا لسه ممكن نختار

الحلقة دي مش بس وثيقة فكرية، دي مرآة بنبص فيها على نفسنا.
بتسألنا:

  • رايحين على فين؟

  • هنختار السلام؟ ولا هنغرق في حروب بلا نهاية؟

  • هنعلّم ولادنا القيم؟ ولا نعلمهم الكره والفلوس بس؟

  • هنعيش علشان نسيب حاجة تنفع؟ ولا نمشي ورا الطمع وننهي كل حاجة؟

كأن مصطفى محمود بيهمس في ودن كل واحد فينا:

"لسه في وقت… بس لازم تبدأ بنفسك.
ابدأ بأنك تكون إنسان، والباقي هييجي."

كلمة أخيرة

"المستقبل بين السلام والحرب" مش مجرد عنوان حلقة، ده عنوان لحياة كاملة.
وكل واحد فينا عنده دور، صغير أو كبير.
مش لازم نكون رؤساء دول علشان نحمي السلام، كفاية نكون بشر بجد.

واللي ما شافش الحلقة دي، لازم يشوفها.
لأنها مش بس حكاية عن بكرة،
دي شهادة من راجل شاف أكتر مننا،
وساب لنا نور نمشي وراه… لو قررنا نفتح عنينا

وكالة الفيزا نيوز
بواسطة : وكالة الفيزا نيوز
وكالة الفيزا نيوز وكالة اخبارية تهتم بالشأن العربي وقضايا الشعوب العربية و القضايا العالمية بمختلف جوانبها وتسلط الضوء علي التاريخ العربي و العالمي بعيد عن أي ايديولوجيات سياسية أو عرقية أو دينية؛ وتهتم بعلم القانون بمختلف جوانبه ، وعلم الاقتصاد والمساعدة في حل الازمات الاقتصادية، ونقدم قسم الموسوعة لنشر التاريخ العربي و العالمي وغيرها من العلوم والأحداث.
تعليقات