الحجاج يؤدون ركن الحج الأعظم وخطيب عرفة يخص أهل فلسطين بالدعاء في خطبة مؤثرة

الحجاج يؤدون ركن الحج الأعظم وخطيب عرفة يخص أهل فلسطين بالدعاء في خطبة مؤثرة

في مشهد مهيب يجسد وحدة الأمة الإسلامية وتلاحمها الروحي، أدى حجاج بيت الله الحرام اليوم، الوقوف بعرفة، ركن الحج الأعظم، في مشهد يتكرر سنوياً لكنه يحمل في كل مرة طابعاً خاصاً، حيث تعالت دعوات الحجيج وتضرعاتهم في يوم هو الأعظم في الإسلام. وقد تميزت خطبة يوم عرفة هذا العام برسائل قوية حملت طابعاً إنسانياً وعاطفياً، وكان من أبرز ما ورد فيها الدعاء لأهل فلسطين، الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية في ظل استمرار الاحتلال والعدوان.

الوقوف بعرفة: ذروة شعائر الحج

شهدت صعيد عرفة منذ ساعات الصباح الباكر توافد أكثر من مليون ونصف حاج من شتى بقاع الأرض، متحدين تحت راية التوحيد وملبين نداء إبراهيم عليه السلام. وقد وقف الحجاج في هذا اليوم العظيم على جبل الرحمة وسفوح عرفات، رافعين أكفهم إلى السماء سائلين الله المغفرة والرحمة والعتق من النار، وسط خدمات متكاملة وفرتها السلطات السعودية لتيسير أداء الشعائر بيسر وسهولة.
ويمثل الوقوف بعرفة الركن الأعظم في الحج، وهو لحظة فاصلة في الرحلة الإيمانية التي يمر بها الحاج، حيث تتجلى مظاهر الخشوع والخضوع، ويستشعر الإنسان عظمة الله وقربه، فيتجرد من كل مشاغل الدنيا ويستغرق في الدعاء والتوبة.

خطبة عرفة: رسالة وحدة وتضامن مع المظلومين

وقد ألقى خطبة يوم عرفة لهذا العام الشيخ **محمد بن حسن آل الشيخ**، أحد كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، من مسجد نمرة، حيث استهل خطبته بالتذكير بعظمة التوحيد، وأهمية الاقتداء بسنة النبي محمد ﷺ، والتزام تقوى الله في كل حال، مشدداً على وحدة المسلمين وأهمية اجتماع كلمتهم ونبذ الفرقة والتعصب.
لكن اللافت في الخطبة هذا العام كان البعد الإنساني والسياسي الذي حضر بقوة، حيث خص الشيخ آل الشيخ (أهل فلسطين بدعاء مؤثر)، ناشد فيه الله أن يرفع عنهم البلاء، وأن ينصرهم على من ظلمهم، وأن يفرج كربهم، مؤكداً أن فلسطين أرض إسلامية مقدسة، وأهلها أهل صبر وثبات، وأن ما يتعرضون له من عدوان هو جرح نازف في قلب كل مسلم.
هذا الدعاء أثار تفاعلاً واسعاً بين الحجاج، حيث بكى الكثيرون تأثراً بكلمات الخطيب، وارتفعت الأصوات من كل أرجاء عرفات بترديد "آمين" بعد كل دعاء لأهل فلسطين، في مشهد جسد التضامن الإسلامي الحقيقي.

خدمات متكاملة لضمان راحة الحجيج

ومن الجانب التنظيمي، بذلت السلطات السعودية جهوداً ضخمة لإنجاح موسم الحج، حيث انتشرت فرق الإسعاف والدفاع المدني وقوى الأمن في كافة أرجاء المشاعر المقدسة، كما تم توفير آلاف الحافلات والمرافق الصحية ومراكز التوجيه والإرشاد، لضمان سلامة الحجاج وتيسير تنقلهم وأدائهم للمناسك في أجواء إيمانية خاشعة.
وقد شهدت درجات الحرارة ارتفاعاً ملحوظاً، ما دعا الجهات المعنية لتكثيف جهود التوعية والإرشاد لتجنب ضربات الشمس، مع توفير المياه المبردة والمظلات بشكل واسع.

الحجاج يودعون عرفة إلى مزدلفة

ومع غروب شمس يوم عرفة، بدأت أفواج الحجاج بالتوجه إلى مزدلفة، حيث يبيتون بها ويجمعون الجمرات استعداداً ليوم النحر، أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث سيقومون برمي جمرة العقبة الكبرى وذبح الهدي ثم الحلق أو التقصير.
ويمثل التنقل من عرفة إلى مزدلفة جزءاً من رحلة روحية عميقة تتجدد فيها النية ويزداد فيها القرب من الله، مع استمرار الحجاج في التكبير والتهليل والدعاء.

فلسطين في قلب الحج: رسالة أمة لا تنسى قضاياها

إن تخصيص خطيب يوم عرفة هذا العام جزءاً من الخطبة للدعاء لأهل فلسطين يحمل أكثر من دلالة، فهو يعكس مدى حضور القضية الفلسطينية في وجدان الأمة الإسلامية، رغم التحديات والانشغالات السياسية والاقتصادية. لقد أكد هذا الموقف أن **المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين، لا يزال حياً في قلوب المسلمين، وأن الشعب الفلسطيني لا يُنسى، حتى في أقدس وأعظم مناسك الإسلام.
وتزامناً مع الدعاء، أطلقت حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تواكب الحج، مستخدمة وسوم مثل دعاء_عرفة_لفلسطين وعرفة_يوم_الدعاء_للمظلومين، تعبيراً عن حالة الارتباط الروحي والوجداني التي توحد المسلمين تجاه قضاياهم العادلة.
  • في يوم عرفة، اليوم الذي يُباهي الله به ملائكته، تجلت وحدة المسلمين وتلاحمهم، فاجتمعوا على صعيد واحد بقلوب خاشعة وأرواح تواقة للغفران، وتوجهوا بالدعاء لأنفسهم ولأمتهم، وخصوا أهل فلسطين بسيل من الدعوات، تأكيداً على أن الأمة وإن فرقتها الحدود، فإنها لا تنسى مظلومِيها، ولا تغفل عن مقدساتها. كان يوماً مشحوناً بالإيمان، مفعماً بالرحمة، وموحداً للقلوب، في مشهد يُجدد الأمل بأن وحدة المسلمين ممكنة، وأن قضاياهم العادلة ستبقى حية ما دامت القلوب تنبض بها.
وكالة الفيزا نيوز
بواسطة : وكالة الفيزا نيوز
وكالة الفيزا نيوز وكالة اخبارية تهتم بالشأن العربي وقضايا الشعوب العربية و القضايا العالمية بمختلف جوانبها وتسلط الضوء علي التاريخ العربي و العالمي بعيد عن أي ايديولوجيات سياسية أو عرقية أو دينية؛ وتهتم بعلم القانون بمختلف جوانبه ، وعلم الاقتصاد والمساعدة في حل الازمات الاقتصادية، ونقدم قسم الموسوعة لنشر التاريخ العربي و العالمي وغيرها من العلوم والأحداث.
تعليقات