حكومة طهران في اختبار هو الأول الرئيس مسعود بزشكيان، نظم حشد من الممرضين والممرضات في المجال الصحي في البلاد تجمعا احتجاجيا أمام وزارة الصحة الإيرانية لمطالبة بحقوقهم بما يصفونه بضيق الحال "ظروف العمل الصعبة الغير ادمية والقاسية دونه رحمة والغير معتادة كما في البلاد الاخري والوضع المعيشي الغير جيد للغاية ويجب تحسين هذا الوضع الحالي في البلاد نحن افضل من الآخرين"، وذلك بالتزامن مع جلسة البرلمان داخل مجلس النواب التي عقدت أمس الأربعاء لمنح الثقة للتشكيلة الحكومية الجديدة للمساعدة علي تحسين المعيشة.
![]() |
وكالة الفيزا نيوز | ثورة الكوادر الطبية الإيرانية يصعدون احتجاجاتهم ويضع الحكومة الجديدة داخل |
مطالب وهموم
رفع الممرضون المحتجون خلال وقفاتهم لافتات تندد بتجاهل الجهات المعنية لمطالبهم النقابية، وعلى رأسها عدم استيفاء حقوقهم، ما تسبب في أزمات اقتصادية راحت تعصف بوضعهم المعيشي، في ظل صعوبة ظروف المهنة وتدني الأجور، مؤكدين عزمهم مواصلة الحراك حتى تلبية مطالبهم، وعلى ضوء تهديد الأوساط النقابية للعمل علي الإصلاحات والوفاء بالوعود وعدم الذهب الي توسيع نطاق المظاهرات والاحتجاجات الممرضين والكوادر الطبيّة وبعض من عموم الشعب ردد المحتجون هتافات متطابقة لنفس الهتافات في بعض المدن الإيرانية منها "أيها الممرض أيها الطبيب عالي صوتك ولا تنسي حقك فنحن نعمل من اجل معيشة حسنه" و"النفقات خارجين بالدولار والراتب داخلين بالريال" و"كفى وعودا كاذبة وعدم تحقيق العدالة.
ماذا يحدث الموائد فارغة و حاربنا كورونا ولم نلمس دعما من السلطة أو الجهات المختصة، وفقا للمقاطع والاحداث التي انتشرت بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وتحدثت الصحافة الفارسية والإعلام عن نقابات الممرضين والنقابات الكوادر الطبية، مطالب الكوادر الطبية المحتجة تطالب بتنفيذ قانون تعريفة الخدمات التمريضية، وضع حد للتمييز بين عموم الوظائف في بدل الأجور وحل مشكلة العمل الإضافي القسري وظروف العمل الصعبة، ومعالجة النقص في الموارد البشرية بعض الأمكان بحاجة الي موظفين وإلى جانب تصعيد نطاق الاحتجاجات وتصاعد وتيرة تكرارها من حين إلى أخرى، يبدو أن الجهات المنظمة للاحتجاجات عمدت هذه المرة إلى تنفيذ ما هددت به في الفترة الأخيرة نحن بحاجة الي تنفيذ مطالبا؛ إذ تحولت العملية الاحتجاجية المعتادة في بعض المدن الإيرانية مثل شيراز ومشهد إلى إضراب جزئي أربك الخدمات الطبية لفترات وجيزة.
والبعض ناحيته اخري اعتبرو الأمين العام لنقابة الممرضين والكوادر الطبية الإيرانية محمد شريفي ما يحدث هو تطور أساليب احتجاج كوادر الطبية التمريضية إلى إضرابات كثيرة ووقت اطول والصحة بحاجة لهم يجب العودة الي العمل، هذا الحدث الأول من نوعه طوال قرن من تاريخ التمريض الحديث في البلاد"، وأنه جاء بعد أن "بلغ السكين العظم"، معبرا عن قلقه من تكرار الإضرابات في ظل تهديد بعض الجهات الممرضين بتسريحهم من العمل، وفي تصريحات تناقلتها الصحافة الفارسية، انتقد شريفي عدم إصغاء الجهات المعنية لمطالب الممرضين وتقليل أسباب الحراك إلى المطالبة بالمستحقات المتأخرة فحسب، عازيا سبب استمرارية التجمعات وتوسع نطاقها إلى تهرب الجهات المعنية من الحقائق، والسعي لطمس الواقع من خلال استدعاء المحتجين إلى دوائر المخالفات الإدارية، ما أدى إلى تراكم المطالبات خلال الفترة الماضية.
هجرة الممرضين
من ناحيتها، نقلت صحيفة "جملة" في نسختها الصادرة صباح اليوم الخميس تصريحات وزير الصحة الأسبق مصطفى معين، ينتقد فيها ظروف عمل الأطباء والممرضين، مطالبا بتقييم أداء وزراء الصحة خلال العقد الماضي، ومحاسبتهم على إبقاء القوانين الجائرة بحق الكوادر الطبية؛ ما أدى إلى تزايد ظاهرة الهجرة بينهم، وانتحار عدد آخر من الثروات البشرية الشابة، وبينما توضح الصحيفة أن الجولة الجديدة من احتجاجات الممرضين جاءت بعد يومين فقط من هذه التصريحات، أظهرت إحصاءات المرصد الإيراني للهجرة أن 51% من الأطباء والممرضين في إيران يرغبون بالهجرة لأسباب تتعلق بالمهنة، وأن 33% منهم يرجعون سبب رغبتهم إلى مواصلة دراساتهم العليا.
من جانبه، يحذر الأمين العام لنقابة الممرضين الإيرانيين محمد شريفي مقدم، من مغبة استمرار هجرة الممرضين الإيرانيين إلى الخارج، مؤكدا أن نحو 3 آلاف ممرض يغادرون البلاد سنويا بغية العمل في القطاعات العلاجية الأجنبية، وبالرغم من أن الجامعات الحكومية في إيران تخرج سنويا أعدادا ضخمة من الممرضين والممرضات، فإن المصادر الطبية تتحدث باستمرار عن معاناة نقص كوادر التمريض في المراكز العلاجية، ما تسبب خلال السنوات الماضية في إغلاق عدد من أقسام المستشفيات بشكل كامل أو جزئي، جراء هجرة الممرضين إلى الخارج أو عزوفهم عن العمل بسبب تدني الأجور.
ومع فوز الرئيس مسعود بزشكيان في رئاسيات 2024، وهو الاختصاصي في جراحة القلب، تعلق الكوادر الطبية في إيران آمالا كبيرة على حكومته من أجل حلحلة المشاكل التي أثقلت كاهل القطاع الطبي الحكومي منذ عقود، وعقب منح البرلمان الإيراني ثقته لحكومة بزشكيان، أفادت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية بأن هيئة التفتيش العامة استضافت يوم أمس الأربعاء مسؤولي النقابات وممثلي الممرضين واستمعت لآرائهم ومطالب المحتجين.