بترونيلا وايت الصحفية اللي "دمرتها" الحركة النسوية
مقدمة
في السنوات الأخيرة، ظهر اسم بترونيلا وايت بشكل واسع بعد تصريحاتها المثيرة عن الحركة النسوية. الصحفية البريطانية الشهيرة فجّرت مفاجأة لما قالت إن النسوية "خذلتها" ودمرت حياتها، وإنها بعد ما كانت واحدة من أكبر المؤمنات بأفكارها وهي صغيرة، اكتشفت في نص عمرها إنها وقعت في فخ كبير. القصة دي مش بس قصة شخصية، لكن كمان ناقوس خطر لجيل كامل من الستات اللي عاشوا تحت شعارات النسوية لحد ما اكتشفوا إن الواقع مختلف تمامًا.
![]() |
وكالة الفيزا نيوز | بترونيلا وايت الصحفية التي دمرتها الحركة النسوية |
مين هي بترونيلا وايت؟
بترونيلا وايت اتولدت في لندن سنة 1969، ونشأت في بيت مليان صحافة وثقافة، وده ساعدها تدخل المجال الصحفي بسرعة. اشتغلت في مجلات وصحف كبيرة، وكانت نائبة رئيس تحرير واحدة من أشهر المجلات السياسية، وكتبت مقالات رأي قوية خلت اسمها معروف في الإعلام البريطاني.
من وهي صغيرة، كانت بترونيلا من أشد الداعمين للحركة النسوية، وشايفة إنها الطريق اللي هينقذ الستات من الظلم وهيفتح لهم أبواب الحرية والنجاح. لكن بعد سنين من الالتزام التام بالمبادئ دي، اكتشفت إنها وصلت نص الخمسينات من غير جواز ولا عيلة ولا إحساس بالاستقرار اللي كانت بتحلم بيه.
ليه بترونيلا شايفة إن النسوية "خذلتها"؟
بترونيلا في مقالاتها وتصريحاتها قالت إنها لما كانت شابة، اتربّت على فكرة إن الست مش محتاجة راجل، وإنها لازم تركّز على نفسها وشغلها وتسيب فكرة الجواز والأمومة "لحد ما تبقى جاهزة". المشكلة إنها اكتشفت إن الوقت جري، والسن عدى، وهي ما حققتش غير نجاح مهني، لكن حياتها الشخصية فاضية.
هي بتوصف الإحساس ده بإنه "فراغ قاتل"، وإن النسوية وعدتها بسعادة مشروطة بالتحرر من "قيود المجتمع القديم"، لكن في الآخر اكتشفت إن التحرر ده كان من غير خطة بديلة.
النسوية الغربية ومشكلتها الحقيقية
بترونيلا مش الوحيدة اللي بتفكر بالشكل ده. في جيل كامل من الستات اللي عاشوا على نفس الأفكار، ولاقوا نفس المصير. الفكرة الأساسية اللي بتنتقدها بترونيلا هي إن النسوية ركّزت على الصراع مع الرجالة والمجتمع، بدل ما تقدم حلول واقعية تجمع بين الحرية والاحتياجات الإنسانية الطبيعية زي الحب، والعيلة، والاستقرار.
النسوية في الغرب، زي ما بتقول بترونيلا، بقت بتخلق صدام مشترك بين الجنسين، وكأن العلاقة بين الراجل والست حرب لازم طرف فيها يكسب. وفي النهاية، الكل بيخسر.
عزوبية منتصف العمر.. نتيجة ولا اختيار؟
لما الست تعدي الأربعين أو الخمسين من غير زواج ولا أطفال، غالبًا بتلاقي نفسها في عزلة كبيرة، خصوصًا لما تكون كل حياتها مبنية على شغلها بس. بترونيلا قالت إنها لما بتقابل صاحباتها اللي في نفس سنها، بيكتشفوا إنهم تقريبًا في نفس الموقف: ستات ناجحات مهنيًا، لكن وحيدات.
هنا بقى بتظهر المشكلة: النسوية علمتهم يبعدوا عن فكرة "الاحتياج لشريك حياة" باعتبارها ضعف، لكن بعد سنين، نفس الستات بيتمنوا يكون عندهم علاقة مستقرة أو عيلة صغيرة، بس الوقت بيكون فات.
ليه كلام بترونيلا عمل دوشة كبيرة؟
كلام بترونيلا ما كانش مجرد فضفضة، لكنه هزّ صورة النسوية قدام ناس كتير. لما صحفية كبيرة وناجحة تعترف إنها حاسة بالندم وإنها ضحية أفكار آمنت بيها، ده بيخلي ناس تانية يعيدوا التفكير.
الموضوع فتح نقاش واسع عن:
هل النسوية بقت بتضر الستات أكتر ما بتنفعهم؟
هل فيه مبالغة في الخطاب اللي بيشجع على الاستقلالية المطلقة؟
وإزاي ممكن الست توازن بين طموحها الشخصي وحياتها العاطفية؟
جيل جديد بيتعلم من الغلطات
الجيل الجديد من البنات بدأ يبص على تجربة بترونيلا والستات اللي زيها كدرس لازم يتفادوه. الفكرة مش في رفض النسوية تمامًا، لكن في تعديل مفاهيمها لتكون واقعية أكتر.
مبقاش منطقي نفضل نقول للبنات "سيبوا فكرة الجواز والأمومة" وكأنها رجعية، لأن الحقيقة إن الغريزة الإنسانية مش هتتغير بشعارات. بالعكس، ممكن يكون فيه نسوية معتدلة تدعم طموح الست من غير ما تلغي رغبتها في الاستقرار.
رسائل بترونيلا للستات
في مقالاتها، بترونيلا بتنصح البنات الصغيرين ما يكرروش نفس الغلط. بتقولهم:
ركزي على شغلك وطموحك، بس ما تنسيش حياتك الشخصية.
متسمعيش لأي حد يقنعك إنك مش محتاجة حد في حياتك.
التوازن أهم من أي مبدأ جامد بيتفرض عليك.
هي شايفة إن فيه خطورة كبيرة في إن البنت تأجل كل حاجة شخصية لحد ما تخلص شغلها وتوصل للقمة، لأن القمة دي ساعات بتكون فاضية جدًا من غير حد يشاركها معاها.
خلاصة
قصة بترونيلا وايت مثال حي على إزاي الأفكار الكبيرة لو ما كانش ليها تطبيق واقعي ممكن تتحول لفخ. النسوية مش كلها غلط، لكن لما تتحول لشعارات متطرفة، ممكن تدمر حياة ناس كانوا فاكرين إنها هتكون طوق نجاة ليهم.
الدرس الحقيقي هنا إن الحرية مش معناها إننا نلغي كل القيم القديمة، لكن إننا نلاقي التوازن اللي يحقق سعادتنا بجد، من غير شعارات فارغة.